يلعب التصميم الداخلي دور هام جداً في الاجواء الداخلية في المستشفيات والتي تنعكس اما سلباً او ايجاباً على المرضى والفريق الطبي والاداري والزوار، حيث تختلف اجواء المستشفيات الوظيفية والجمالية في التصميم عن غيرها من اجواء القصور والمراكز التجارية والفنادق وغيرها فطبيعة المستشفيات الصحية تتطلب شروط ومواصفات ومقاييس يفترض العمل بموجبها ضمن اسس التصميم الداخلي.
وتعتبر من اهم الاساسيات التي يرتكز عليها التصميم الداخلي للمستشفيات هو الاعتماد على تأثيرات الالوان (النفسية والعضوية) في تحقيق الاجواء الصحية والنفسية المناسبة وتختلف هذه الاجواء باختلاف طبيعة كل قسم.
فغرف (المرضى) تختلف الاجواء والاهداف الوظيفية باختلاف الجنس والعمر (اطفال، نساء، رجال) فعلى سبيل المثال يفترض ان تكون غرف المرضى الخاصة بالاطفال متميزة في التصميم باجواء مهدية ومريحة وبمخطط لوني يعطي الشعور بالراحة والطمأنينة وهو الوظيفة الاساسية لطبيعة هذا المكان ذلك لردود فعل الطفل الطبيعية التي ربما يصعب السيطرة عليها عندما يعاني من الم معين باضافة شعوره بعدم الاستقرار بمجرد المبيت خارج اجواء الدفء المنزلي. ويتناسب في هذه الحالة مخطط لوني بدرجات ليتمكن تأثير اللون البارد والمهدي من المساعدة في هذه المهمة الى جانب استخدام بعض الالوان النشطة بنسب بسيطة في التصميم لبث روح الفرح والمرح لدى الطفل.
كما يفترض التصميم الداخلي للمستشفيات تحقيق اجواء صحية حسب (طبيعة الحالة المرضية) لكل قسم مثل قسم غسيل الكلى، الحساسية، العلاج الطبيب، فلا يتناسب استخدام مخطط لوني نشط مثل درجات الاصفر - والذي يعتبر من الالوان الحارة - لقسم امراض العيون ذلك لأنه سوف يؤذي البصر الذي هو يعاني منه بطبيعة الحال. ولكنه يتناسب مع قسم الطوارئ والذي يخدم الحاجة الوظيفية الحركية لهذا القسم فهو يمد الشعور بالطاقة والحيوية والنشاط نظراً لارتباطه بمصادر الطاقة الطبيعية وهي (الشمس، النار).
ويؤثر اللون في التصميم الداخلي للمستشفى حسب المكان فمثلاً الالوان الغامقة كالازرق الغامق على الارضية تعطي الشعور بالاستقرار ولكنه يساعد على التركيز والتفكير بعمق لذلك فهذا اللون يتناسب مع المكاتب الادارية ولا يتناسب ابداً مع مثلاً (غرف العناية بالخدم او غرف العناية المركزة) والتي تتطلب طبيعة الحالة المرضية من دوام التجول للاطمئنان على حالات المرضى الحرجة.
ان التصميم الداخلي للمستشفيات بصفة خاصة بحاجة الى اجواء ومؤثرات لونية نفسية وعضوية ايجابية ناجحة تخدم المرضى وتساهم في اعطائهم التفاؤل والحيوية والنشاط والامل بسرعة الشفاء بإذن الله وايضاً اعطاء الفريق الطبي والاداري والخدمات المساندة عبر الاجواء النشطة والمؤثرات النفسية اللونية التي تبعث النشاط للعمل بتفانن وبدون تملل وهذه تعتبر من المهام الوظيفية السامية التي تقوم عليها المستشفيات[/color]